الخميس، 1 مايو 2014

،، الهمة العالية | سلم لرقي المعالي* ،،


 

بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد ,,

وعلى آله وأصحابه الكرام أجمعين ومن تبعهم بإحسآن إلى يوم الدين ..

ديننا دين " علو وسمو " سما بأرواحنا عن حقارة الدنيا وحلق بتفكيرنا نحو أعالي الجنان  

رفع هممنا وارتقى بنفوسنا و وجه قلوبنا للواحد الأحد وجعل أغلى أمانينا رؤيته سبحانه

فعلو الهمة من الأخلاق الرفيعة والصفات والكريمة والخلال الحميدة تهفو إليه النفوس الشريفة

وتتوق إليه قلوب العظام وهو سلم الرقي إلى الكمال الممكن في كل أبواب الخير

من تحلى به لان له كل صعب واتصف بكل جميل واستطاع أن يحقق مراده وهدفه

لمّا كان هذا الخلق بهذه المنزلة ولمّا كان كثير من الناس يفتقدونه أحببنا أن نقف معه

وقفات سريعة لعلَّ الله أن ينفع بها ..
اترككم مع بقية الموضوع ..

ҳҲҳ



الهمة في اللغة : مأخوذة من " الهم " والهم: ما همَّ به من الأمر ليفعل

و الهمة في الإصطلاح : هي الباعث الى الفعل وتوصف بعلو او سفول
فمن الناس من تكون همته

عالية علو السماء ومنهم من تكون همته قاصرة دنيئة سافلة تهبط به إلى أسوأ الدرجات


و علو الهمة : هو استصغار ما دون النهاية من معالي الامور
وطلب الغايات والمراتب السامية

وهنا كلام جميل لابن القيم
رحمه الله عن الهمة وتعريفه لها :

"علو الهمة ألا تقف -أي النفس- دون الله وألا تتعوض عنه بشيء سواه ولا ترضى بغيره بدلاً منه

ولا تبيع حظها من الله وقربه والأنس به والفرح والسرور والابتهاج به بشيء من الحظوظ الخسيسة الفانية

بنهاية الإرادة على الهمم .. كالطائر العالي على الطيور لا يرضى بمساقطهم ولا تصل إليه الآفات التي

تصل إليهم فإن الهمة كلما علت بعدت عن وصول الآفات إليها وكلما نزلت قصدتها الآفات


فعلو همة المرء عنوان فلاحه وسفول همته عنوان حرمانه "


ҳҲҳ

والهمة
مقدمة الأعمال : الاراده تبدا بالهم وتنتهى بالهمه .. فالهمه منتهى الاراده و مقدمة الأعمال

قال أحد الصالحين: " همتك فاحفظها فإن الهمة مقدمة الأشياء فمن صلحت له همته وصدق فيها

صلح له ما وراء ذلك من الأعمال "
ويقول ابن تيمية
رحمه الله : " العامة تقول: قيمة كل امرئ ما يحسن

والخاصة تقول: قيمة كل امرئ ما يطلب وإنما كان الأمر كذلك لأن الهمة طليعة الأعمال ومقدمتها "


والهمة " عمل قلبي " : والقلب لا سلطان عليه لغير صاحبه وكما أن الطائر يطير بجناحيه كذلك يطير المرء

بهمته فتحلق به إلى أعلى الآفاق طليقةًً من القيود التي تكبل الأجساد ..


وتكون همة المؤمن أبلغ من عمله :
فالإنسان يحصل بالهمة أموراً عظيمة جداً لا يستطيع أن يحصلها بعمله

قال صلى الله عليه وسلم : " من همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة " رواه البخاري

وقال : " من سأل الله الشهادة بصدق بلَّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه " رواه مسلم

،، ،،

الهمة قسمان :
وهبية و كسبية .. فالوهبية هي ما وهبه الله تعالى للعبد من علو الهمة أو سفولها

ويمكن أن تُنمي وتُرعى أو تُهمل وتُترك فإن نماها صاحبها وعلا بها صارت كسبية وإن تركها وأهملها ولم

يلتفت إليها خبت وتضاءلت وهي في هذا مثل الذكاء وقوة الذاكرة وحسن الخلق وغير ذلك مما هو معلوم

والهمة مولودة مع الآدمي
: يقول ابن الجوزي:" وقد عرف بالدليل أن الهمة مولودة مع الآدمي وإنما تقصر الهمم

في بعض الأوقات فإذا حثت سارت ومتى رأيت في نفسك عجزًا فسل المنعم أو كسلاً فالجأ إلى الموفق

فلن تنال خيرًا إلا بطاعته ولن يفوتك خير إلا بمعصيته فمن الذي أقبل عليه ولم ير كل مراد؟

ومن الذي أعرض عنه فمضى بفائدة أو حظي بغرض من أغراضه "


ҳҲҳ




تواردت نصوص القرآن على حث المؤمنين على ارتياد معالي الأمور والتسابق في الخيرات

وتحذيرهم من سقوط الهمة وتنوعت الأساليب في ذلك ..

فمنها: ثناء الله تعالى على اهل الهمم العالية وفي مقدمتهم اولو العزم من الرسل وعلى رأسهم

خاتمهم محمد صلى الله عليه قال تعالى : { فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل }

ومنها : أن الله تعالى أمر بالهمة العالية و التسابق الى الخير قال تعالى : { سابقوا الى مغفرة من ربكم }

و قوله تعالى : { وسارعوا الى مغفرة من ربكم } و قوله تعالى : { فاستبقوا الخيرات }

ومنها : أنه عبر سبحانه عن أوليائه الذين كبرت همتهم بوصف الرجال في مواطن البأس والجلد والعزيمة

والثبات على الطاعة والقوة في دين الله :
قال تعالى { فيه رجال يحبون أن يطهروا والله يحب المطهرين }

{ يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله و إقام الصلاة وإيتاء الزكاة }

{ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا }

وأيضاً : ذم الله ساقطي الهمم و صورهم بأبشع الصور
: { واتل عليهم نبأ الذي أتنيناه آياتنا فنسلخ منها

فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب

إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون }

وقال تعالى في قصة موسى : { أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير }

،، ،،

ولقد كان نبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه يحرض أصحابه ويرغبهم على أن تكون هممهم عالية

فكان يقول عليه الصلاة والسلام فيما رواه البخاري في صحيحه : " إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس "


وقال صلى الله عليه و سلم " ان الله تعالى يحب معالي الامور وأشرافها ويكره سفاسفها " صححه الألباني

وقال أيضاً صلى الله عليه و سلم " احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز " صحيح مسلم

وقال
عليه الصلاة والسلام يوصي أصحابه " إذا سأل أحدكم فليكثر فإنما يسأل ربه " صححه الألباني

ҳҲҳ

وقد حث الصحابة
والسلف الصالح في كثير من كلامهم على الهمة وعلوها فمن ذلك :

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " لا تصغرنَّ همتكم فإني لم أرَ أقعد عن المكرمات من صغر الهمم "

وقال الإمام مالك رحمه الله: " عليك بمعالي الأمور وكرائمها واتقِ رذائلها وما سفَّ منها فإن الله تعالى

يحب معالي الأمور ويكره سفاسفها "

وقال عبد القادر الجيلاني لغلامه: " يا غلام لا يكن همك ما تأكل وما تشرب وما تلبس وما تنكح وما تسكن

وما تجمع كل هذا هم النفس والطبع فأين هم القلب؟.. همك ما أهمك فليكن همك ربك عز وجل وما عنده "

وقال ابن القيم رحمه الله: " النفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة

والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات وتقع عليها كما يقع الذباب على الأقذا
ر "

وقال " من علت همته وخشعت نفسه اتصف بكل جميل ومن دنت همته وطغت نفسه اتصف بكل خُلق رذيل "

وقال أيضًا: " لذة كل أحد على حسب قدره وهمته وشرف نفسه فأشرف الناس نفسًا وأعلاهم همةً

وأرفعهم قدرًا من لذتهم في معرفة الله ومحبته والشوق إلى لقائه والتودُّد إليه بما يحبه ويرضاه "

،، ،،




قال الله تعالى : { إن سعيكم لشتَّى } والهمة رزق من الله عز وجل والله يبسط الرزق لمن يشاء

ويقدر ومن حكمته سبحانه أن فاضل بين خلقه في قواهم العملية كما فاضل بينهم في قواهم العلمية

على قدر أهل العزم تأتي العزائم
.. .. وتأتي على قدر الكـرام المـكارمُ

وتعظم في عين الصغير صغـارُها
.. .. وتصغـر في عين العظيم العظائـم

ҳҲҳ

و يختلف الناس في هممهم و أمانيهم و شهواتهم فمنهم من تسمو همته و منهم من تدنو

و منهم من هو بين بين ومثال على ذلك :

اجتمع عبد الله بن عمر وعروة بن الزبير ومصعب بن الزبير وعبد الملك بن مروان بفناء الكعبة فقال لهم مصعب:

" تمنَّوا " فقالوا : " ابدأ أنت " فقال : " ولاية العراق وتزوج سكينة ابنة الحسين وعائشة بنت طلحة بن عبيد الله

فنال ذلك وأصدق كل واحدة خمسمائة ألف درهم وجهّـزها بمثلها وتمنى " عروة بن الزبير " الفقه وأن يُحمل

عنه الحديثُ فنال ذلك وتمنى " عبد الملك " الخلافة فنالها وتمنى " عبد الله بن عمر" الجنة

ويدل على تفاوت الهمم أن من الناس من ينشط للسهر في سماع سمر ولا يسهل عليه السهر في سماع

القرآن الكريم ومنهم من يحفظ بعض القرآن ولا يتوق إلى التمام ومنهم من يعرف قليلاً من الفقه

ومنهم قنوع بصلاة ركعتين في الليل ومنهم من يطلب معالي الأمور دون أن تكون له إرادة وسعي في تحقيقها

فهذا مغتر بالأماني الكاذبة :

وما نيل المطـالب بالتمنِّـي
.. .. ولكـن تُـؤْخذُ الدنيـا غِـلابـا

وما استعصى على قومٍ منال
.. .. إذا الإقــدام كـان لهم ركابـا

،، ،،

ويمكن تقسيم الناس في شأن الهمَّة إلى أربعة أصناف :

الأول : صنف يشعرون أن لديهم قدرة على عظائم الأمور ولديهم أهدافًا ومطالب سامية وعندهم همة

عظيمة جعلوها في تحصيل هذه المطالب والأهداف وهذا الصنف من يسمون " عظيمي الهمة "

والثاني : صنف لديهم قدرة على عظائم الأمور ولكنهم يبخسون نفوسهم فيضعون همتهم في سفاسف

الأمور وصغائرها ودنياها وهذا الصنف من يسمون " صغيري الهمة "

والثالث : صنف ليس لديه قدرة على معالي الأمور وعظائمها ويشعر أنه لا يستطيعها وأنه لم يخلق لها

فيجعل همته وسعيه على قدر استعداده وهذا الصنف بصير بنفسه متواضع في سيرته

والرابع : صنف لا يقدر على عظائم الأمور ولكنه يتظاهر بأنه قوي عليها مخلوق لها

وهذا الصنف يسمونه " فخورًا " وإن شئت فسمه " متعظمًا "

ҳҲҳ

يقول احد السلف : " القلوب جوالة فإما ان تجول حول العرش و إما ان تجول حول الحش "

فاعلم ان الحسرة كل الحسرة الاشتغال بما لا يجر عليك إلا فوات نصيبك وحظك من الله عزوجل

واعلم ان قيمة الشخص على قدر همته
: كما تقدم من قول شيخ الاسلام ابن تيمية :

" العامة تقول: قيمة كل امرئ ما يحسن والخاصة تقول: قيمة كل امرئ ما يطلب وإنما كان الأمر كذلك

لأن الهمة طليعة الأعمال ومقدمتها "
وأيضاً
من علامات كمال العقل ورجحانه علو همة صاحبه

يقول ابن الجوزي: " من علامة كمال العقل علو الهمة والراضي بالدون دنيء "

ولم أر في عيوب الناس عيبا .. .. كنقص القادرين على التمام

،، ،،


 


* العلم والبصيرة : فالعلم يصعد بالهمة ويرفع طالبه عن حضيض التقليد ويصفّي النية و
العلم يورث صاحبه الفقه

بمراتب الأعمال فيتّقي فضول المباحات التي تشغله عن التعبد
ويراعي التوازن بين الحقوق والواجبات

ويحثُّ على طلب المعالي والترفع عن الدنايا


* إرادة الآخرة وجعل الهموم هماً واحداً : قال تعالى: { ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان

سعيهم مشكورا } وقال صلى الله عليه وسلم: "من كانت همه الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته

الدنيا وهي راغمة ومن كانت همه الدنيا فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم تأته الدنيا إلا ما كتب الله له"


* تذكر الموت وقصر الأمل : فهذا يوقظ الهمة ويبعث الجد والاجتهاد ويدفع إلى العمل للآخرة والتجافي عن دار الغرور

ومحاسبة النفس وتجديد التوبة وإيقاظ العزم على الإستقامة

يقول ابن القيم رحمه الله: " صدق التأهب للقاء الله- ومنه تذكر الموت والاستعداد له- من أنفع ما يكون للعبد

وأبلغه في حصول استقامته فإن من استعد للقاء الله انقطع قلبه عن الدنيا وما فيها ومطالبها وخمدت من نفسه

نيران الشهوات وأخبت قلبه إلى الله وعكفت همَّته على الله وعلى محبته وإيثار مرضاته "

قال الدقاق : " ومن أكثر ذكر الموت أُكرم بثلاث تعجيل التوبة ، وقناعة القلب ، ونشاط العبادة "

وقال عطاء : كان عمر بن عبد العزيز يجمع كل ليلة الفقهاء فيتذاكرون الموت والقيامة والآخرة ويبكون


* مجاهدة النفس والمبادرة والمداومة في كل الظروف: فبدون ذلك لا يتحقق شيء ولا يخطو المرء خطوة للامام

ولهذا قال ربنا عز وجل:
{ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا } ولا شك أن مجاهدة النفس وحرمانها من بعض

ملذاتها ورغباتها وعوائدها وإلزامها بأعمال تحتاج جهدًا ومشقة ومحاسبتها على التقصير وأخذها بالجد والحزم

لا شك أن هذا يقوي الإرادة ويبعث على العزيمة

فكبير الهمة يبادر ويبادئ في أقسى الظروف حمايةً لهمته من أن تهمد ووقاية لها من أن تضمر


* الدعاء الصادق والالتجاء إلى الله :
فهو المسئول وحده أن يقوي إرادتنا ويعلي همتنا ويرفع درجاتنا وبالدعاء تشرف

النفس وتعلو الهمة ولهذا كان من دعائه
صلى الله عليه وسلم "اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"


وقال صلى الله عليه وسلم: " أعجز الناس من عجز عن الدعاء "

إذا لم يكن من الله عون للفتى .. .. فأول مايجني عليه اجتهاده


* التحول عن البيئة المثبطة : إن للبيئة المحيطة بالإنسان أثراً جسيماً لا يخفى فإذا كانت البيئة مثبطة داعية إلى

الكسل والخمول وإيثار الدون فإن على المرء هجرها إلى حيث تعلو همته كي يتحرر من سلطانها وينعم بفرصة

الترقي إلى المطالب العالية وتتوجه بصدق وعزم نحو المعالي


* صحبة أولى الهمم العالية : وهذا السبب أخص من سابقه وهو من أ عظم ما يبعث الهمة ويربي الأخلاق الرفيعة

في النفس وذلك لأن كل قرين بالمقارن يقتدي والمرء مولع بمحاكاة من حوله شديد التأثر بمن يصاحبه مجبول على

الغيرة والتنافس ومزاحمة الآخرين ووجود الصاحب الذي يجري بك نحو معالي الأمور ولا يتوانى في تقديم ما يمنحك

التوفيق ويعتبر نجاحك نجاحًا شخصيًا له مهم في وصولك إلى القمة وبلوغ المعالي

وهذا يفسر لنا قول ابن مسعود رضي الله عنه: " اعتبروا الرجل بمن يصاحب فإنما يصاحب الرجل من هو مثله "

ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " ما أعطي عبد بعد الإسلام خيرًا من أخ صالح فإذا رأى أحدكم

ود
ا من أخيه فليتمسك به "


* مطالعة أخبار السلف : وقراءة سيرهم وتراجمهم
والنظر في هممهم العالية وما كانوا عليه من الجدِّ والنشاط

يقول ابن الجوزي رحمه الله: " فسبيل طالب الكمال الاطلاع على الكتب.. فإنه يرى من علوم القوم وعلو هممهم

ما يشحذ خاطره ويحرك عزيمته للجد ".. ثم يقول: " وعليكم بملاحظة سير السلف ومطالعة تصانيفهم وأخبارهم

فالاستكثار من مطالعة كُتبهم رُؤية لهم " ثم يبين ثمرة ذلك فيقول " فاستفدت بالنظر فيها من ملاحظة سير القوم

وقدر هممهم وحفظهم وعباداتهم وغرائب علومهم ما لا يعرفه من لم يطالع "

وإن العبد ليستمد من لحظ الصالحين قبل لفظهم لأن رؤيتهم تذكر بالله عز وجل وكان الإمام أحمد إذا بلغه عن شخص

صلاح أو زهد أو قيام بحق أو اتباع أمر سأل عنه وأحب أن يجري بينه وبين الآخر معرفة وأحب أن يعرف أحواله


* نصيحة المخلصين : وقد يكون هذا الناصح الأمين أباً شفيقاً أو أماً رحيمة كقول أسماء ذات النطاقين توصي ابنها

عبدالله بن الزبير : " يابني إن الشاة لا يضرها السلخ بعد الذبح امضِ واستعن بالله "وقد تكون زوجة

وقد يكون رجلاً من العوام كالأعرابي حين قال للإمام أحمد : " ياهذا ما عليك أن تقتل هنا وتدخل الجنة "

فقال الإمام أحمد : " ما سمعت كلمة أقوى لي من كلمة الأعرابي "


ҳҲҳ




ربيعة بن كعب الاسلمي رضى الله عنه يقول كنت ابيت مع الرسول صلى الله عليه و سلم فاتيته بوضوئه

وحاجته فقال لي: " سل " فقلت اسالك مرافقتك في الجنة قال : " لو غير ذلك؟ " قلت ذاك , قال :

" فاعني على نفسك بكثرة السجود " رواه مسلم

،، ،،

أبو هريرة رضي الله عنه قال: يقولون: إن أبا هريرة يكثر الحديث والله الموعد ويقولون: ما للمهاجرين والأنصار

لا يحدثون مثل أحاديثه؟ وإن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق وإن إخوتي من الأنصار كان

يشغلهم عمل أموالهم وكنت امرأ مسكينًا ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني فأحضر حين

يغيبون وأعي حين ينسون وقال النبي صلى الله عليه وسلم يومًا: " لن يبسط أحد منكم ثوبه حتى أقضي

مقالتي هذه ثم يجمعه إلى صدره فينسى من مقالتي شيئًا أبدًا فبسطت نمرة ليس علي ثوب غيرها حتى

قضى النبي صلى الله عليه وسلم مقالته ثم جمعتها إلى صدري فوالذي بعثه بالحق

ما نسيت من مقالته تلك إلى يومي هذا "

ҳҲҳ

عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يحكي عن نفسه فيقول: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت

لرجل من الأنصار : يا فلان هلم فلنسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثر فقال له صاحبه

الأنصاري مستغرباً: وا عجباً لك يا ابن عباس أترى الناس يحتاجون إليك وفيهم كبار الصحابة كأمثال أبي بكر وعمر

وعثمان وعلي وطلحة والزبير وغيرهم ؟ فترك ذلك وأقبلت أنا على المسألة وإن كان ليبلغني الحديث عن الرجل

فآتيه في قيلولته فأتوسد ردائي على بابه فتسف الريح التراب على وجهي فيخرج فيراني فيقول : يا ابن عم

رسول الله ما جاء بك ؟ ألا أرسلت إلي فآتيك فأقول : لا أنا أحق أن آتيك فأسأله عن الحديث وبعد مرور فترة من

الزمن على طلب العلم يقول ابن عباس رضي الله عنهما: فبقي الرجل - أي: صاحبه الأنصاري- حتى رآني وقد

اجتمع الناس عليّ يسألونني العلم
فقال: كان هذا الفتى أعقل مني

،، ،،

أبو موسى الأشعري رضي الله عنه
اجتهد قبل موته اجتهادًا شديدًا فقيل له: لو أمسكت أو رفقت بنفسك

بعض الرفق ؟! فقال : إن الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها أخرجت جميع ما عندها والذي بقي من

أجلي أقل من ذلك .. فلم يزل على ذلك حتى مات

ҳҲҳ

عمير بن الحمام رضي الله عنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم في بدر وهو يقول: " قوموا إلى جنة عرضها

السموات والأرض " فقال : يا رسول الله ! جنة عرضها السموات والأرض؟ قال : " نعم " قال : بخٍ بخٍ

- وهي كلمة لاستعظام الأمر وتفخيمه - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما يحملك على قولك بخٍ بخٍ؟ "

قال : لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها قال : " فإنك من أهلها "

فأخرج عمير تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال : لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة !!

فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتل الكفار حتى قتل رضي الله عنه . رواه مسلم


،، ،،

سعيد بن المسيب
رحمه الله يقول عن نفسه : ما فاتتني الصلاة في الجماعة منذ أربعين سنة

وقال أيضاً : ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد
وما نظرت في أقفاء قوم

سبقوني بالصلاة منذ عشرين سنة

ҳҲҳ

سفيان الثوري رحمه الله كان إذا أصبح مدَّ رجليه إلى الحائط ورأسه إلى الأرض كي يرجع الدم

إلى مكانه -
إلى رأسه - من قيام الليل وشدته وطوله

وقال عنه ابن وهب : رأيت سفيان الثوري في المسجد الحرام بعد المغرب صلى ثم سجد سجدة

فلم يرفع رأسه حتى نودي لصلاة العشاء


،، ،،

زين العابدين علي بن الحسين
رحمه الله كان يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به

وكان يقوت مائة اهل بيت بالمدينة
ولا يعلمون من يتصدق فلما مات غسلوه فوجدوا على ظهره آثار سواد

فعلموا أن ذلك بسبب ما كان يحمله على ظهره فما انقطعت صدقة السر في المدينة حتى مات

ҳҲҳ


عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يقول : " إن لي نفساً تواقة وما حققت شيئاً إلا تاقت لما هو أعلى منه

تاقت نفسي إلى الزواج من ابنة عمي فاطمة بنت عبد الملك فتزوجتها ثم تاقت نفسي إلى الإمارة فوليتها

وتاقت نفسي إلى الخلافة فنلتها والآن يا رجاء تاقت نفسي إلى الجنة فأرجو أن أكون من أهلها "

،، ،،

أبو مسلم الخولاني
رحمه الله كان قد علق سوط في مسجد بيته يخوف نفسه وكان إذا تكاسل وفتر ضرب

رجله بالسوط و يقول : أنت أولى بالضرب من دابتي و كان يقول أيظن أن أصحاب محمد أن يستأثروا به دوننا ؟

والله لنزاحمنهم عليه زحاماً ليعلموا أنهم خلفوا وراءهم رجالاً


ҳҲҳ

الامام احمد بن حنبل رحمه الله يحكي عنه ولده عبدالله فيقول: " كان أبي يصلي في كل يوم وليلة ثلاثمائة ركعة

فلما مرض من تلك الأسواط أضعفته فكان يصلي في كل يوم وليلة مائة وخمسين ركعة وقد كان قرب من الثمانين

وكان يقرأ في كل يوم سُبْعًا يختم في كل سبعة أيام وكانت له ختمة في كل سبع ليال سوى صلاة النهار

وكان ساعة يصلي عشاء الآخرة ينام نومة خفيفة, ثم يقوم إلى الصباح يصلي ويدعو "

و رأي رجل مع الامام احمد محبرة فقال : يا ابا عبدالله انت قد بلغت هذا المبلغ و انت امام المسلمين

ومعك المحبرة تحملها فقال رحمه الله : " مع المحبرة الى المقبرة "

،، ،،




في الختام اتمنى ان ينال الموضوع على إعجابكم
  
وأتمنى أن يكون محفزاً لو قليلاً لنكون من أصحاب الهمم العالية 

ونرتقي في طاعه الله والتقرب منه .. ونعمل لخدمة ديننا واوطاننا

و ان شاء الله لنا لقاء آخر عما قريب مع مواضيع أخرى

لكم مني أطيب و أزكى و أجمل التحايا
   

ҳҲҳ





# المصدر :
كتيب علو الهمة طريقك إلى القمة

إعداد / القسم العلمي بدار الوطن
وعدة مقالات من موقع صيد الفوائد [ هنا و هنا ] 
مع بعض الاضافات البسيطة والقصص المنوعة

هناك تعليق واحد:

  1. Harrah's Cherokee Casino & Hotel - JamBase
    Harrah's Cherokee Casino 광명 출장샵 & Hotel 청주 출장안마 is located in Murphy 수원 출장안마 at 경상북도 출장안마 777 Casino Drive, Murphy, North Carolina, 28906. The casino is operated by Caesars Entertainment. 여주 출장안마

    ردحذف

شارك بـ رأيك وأترك خلفك بصمة ..~