الخميس، 12 سبتمبر 2013

● " جنة الاستغفار " ¦[ طوبى للمستغفرين ]¦ .. " موضوع متكامل عن الاستغفار "





بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا وحبيبنا محمد

و على آله و صحبه الكرام أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أحب ان اقدم اليكم هذا الموضوع و هو عن الاستغفار اسميته بـ " جنة الاستغفار "

لما فيه من سعادة الدنيا والآخرة و لما فيه من العجائب والفوائد العظيمة والجليلة

ستتعرفوا بهذا الموضوع على هذه الجنة لـ نقطف من ثمارها و ننهل من خيراتها

و نحمد الله على فضله وكرمه و إحسانه على عباده بهذه الجنة التي بين ايدينا

استقيت حروف هذا الموضوع من مصدر واحد وهو كتاب " التداوي بالاستغفار "

مع اضافات بسيطة من عندي .. اترككم مع الموضوع ,,

واتمنى أن ينال على اعجابكم ..







الله عز وجل أمر عباده بالتوبة والاستغفار في آيات كثيرة من كتابه الكريم، وسمى ووصف نفسه بالغفّار

والغفور وغافر الذنب، وأثنى على المستغفرين، ووعدهم بجزيل الثواب، والله يرضي عن المستغفر الصادق

لأنه يعترف بذنبه ويتذلل بين يدي ربه وخالقه، فالاستغفار جنة من جنان الخير فيه كل انواع الراحة و السعادة

وهو الدواء الناجع والعلاج الناجح من الذنوب والخطايا، فيا من مزقه القلق وأضناه الهم وعذبه الحزن والغم

عليك بالاستغفار؛ فإنه يقشع سحب الهموم ويزيل غيوم الغموم، وهو البلسم الشافي والدواء الكافي

وفي الأثر "ما ألهم الله عبداً الاستغفار وهو يريد أن يعذبه".








الاستغفار مصدر من استغفر يستغفر، ومادته "غفر" التي تدل على الستر والغفر والغفران والمغفرة

بمعنى واحد يقال غفر الله ذنبه غفراً ومغفرةً وغفراناً.

قال الراغب: الغفر إلباس ما يصونه من الدنس ومنه قيل اغفر ثوبك في الدعاء، والغفران والمغفرة من الله

هو أن يصون العبد من أن يمسه العذاب والاستغفار طلب ذلك بالمقال والفعال وقيل اغفروا هذا الأمر بمغفرته

أي استره بما يجب أن يستر به.

والغفور والغفّار والغافر من أسماء الله الحسنى ومعناهم الساتر لذنوب عباده المتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم

قال الغزّالي: الغفار هو الذي أظهر الجميل وستر القبيح، والذنوب من جملة القبائح التي سترها بإسبال

الستر عليها في الدنيا، والتجاوز عن عقوبتها في الآخرة.

وقال الخطّابي: الغفّار هو الذي يغفر ذنوب عباده مرة بعد مرة كلما تكررت التوبة من الذنب تكررت المغفرة

فالغفّار الساتر لذنوب عباده المسدل عليهم ثوب عطفه ورأفته؛ فلا يكشف أمر العبد لخلقه ولا يهتك ستره

بالعقوبة التي تشهره في عيونهم.









الإنسان ليس معصوماً من الخطأ واقتراف الذنب بحكم طبيعته البشرية، وأيضاً فإن أعداءه كثر:

منهم النفس التي تسكن بين جنباته وتزين له وتأمره بالسوء { إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي }

ومنهم الشيطان العدو اللدود الذي يتربص بالإنسان ليورده موارد التهلكة، ومنهم الهوى الذي يصد عن سبيل الله

ومنهم الدنيا بغرورها وزخرفها والمعصوم من عصمه الله ناهيك عن الغفلة والفتور عن الطاعة والتقصير في جنب الله

لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه أبو هريرة - رضي الله عنه- " والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا

لذهب الله تعالى بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم " وقال في موضع آخر: "كلّ بني آدم خطّاء

وخير الخطّائين التوّابون" .. مع كل هذه الاسباب التى تجعل الإنسان يقترف الذنب فما أحوجنا للاستغفار








الأنبياء والمرسلون هم صفوة الله عز وجل من خلقه، وهم معصومون بعصمة الله عز وجل لهم وعلى الرغم

من مكانتهم ومنزلتهم وقدرهم عند ربهم وعلى الرغم من أنهم معصومون إلا أنهم تضرعوا إلى ربهم بالدعاء

والاستغفار طمعاً في مغفرة ربهم.

قال الله حكاية عن الأبوين عليهما السلام: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}

وقال الله حكاية عن نوح عليه السلام: {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي

وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} وقال أيضا: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ

وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا} وقال الله حكاية عن نبيه إبراهيم عليه السلام : {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ}

وقال الله حكاية عن نبيه داود عليه السلام : {فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ}
وقال الله حكاية عن نبيه سليمان عليه

السلام: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}. وقال الله حكاية عن نبيه

موسى عليه السلام : {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.

فإذا كان هذا حال الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - فكيف بنا؟ وأين نحن من الاستغفار؟
.









من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم هو خير البشر وأفضل الرسل، اصطفاه الله واجتباه، ورفع ذكره

وأعلى قدره وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومع كل هذا الشرف العظيم والعطاء الجزيل إلا أنه كان يستغفر ربه

ويتوب إليه، ويتضرع بين يديه امتثالاً لأمر الله عز وجل في قوله: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}

وقوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ}

عن الأغرّ المزني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنه ليُغان على قلبي وإني لأستغفر

الله في اليوم مائة مرة" وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

"والله إني لأستغفر الله, وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة"









قال علي –رضى الله عنه -: "العجب ممن يهلك ومعه النجاة قيل: وما هي؟ قال: الاستغفار".

وكان - رضي الله عنه - يقول: "ما ألهم الله - سبحانه وتعالى- عبداً الاستغفار وهو يريد أن يعذبه".

وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً".

قال أبو موسى - رضي الله عنه - : "كان لنا أمانان من العذاب ذهب أحدهما وهو كون الرسول

صلى الله عليه وسلم فينا وبقي الاستغفار معنا فإن ذهب هلكنا".

قال قتادة رحمة الله : "إن القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم أما داوئكم فالذنوب وأما دواؤكم فالاستغفار".

قال ابن الجوزي: "إن إبليس قال: أهلكت بني آدم بالذنوب وأهلكوني بالاستغفار وبـ{ لا إله إلا الله} فلما

رأيت منهم ذلك ثبتّ فيهم الأهواء فهم يذنبون ولا يستغفرون لأنه يحسبون أنهم يحسنون صنعاً".

وقال أحد الصالحين: "العبد بين ذنب ونعمة لا يصلحهما إلا الحمد والاستغفار".

ويروي عن لقمان عليه السلام أنه قال لابنه: "يا بني إن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً فأكثر من الاستغفار".

وكان الحسن البصري يقول: "أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي طرقكم وفي أسواقكم

وفي مجالسكم فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة ؟ "

قال ابن تيمية رحمة الله : "إنه ليقف خاطري في المسألة التي تشكل عليَّ؛ فاستغفر الله ألف مرة

حتى ينشرح الصدر وينحل إشكال ما أشكل، وقد أكون في السوق، أو المسجد، أو المدرسة لا يمنعني

ذلك من الذكر والاستغفار إلى أن أنال مطلوبي".









هناك ألفاظ للاستغفار جاءت في أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ينبغي للمسلم أن يقولها

ويستكثر منها اقتداءً بالنبي
صلى الله عليه وسلم، ومن هذه الصيغ: "رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم".

ومنها: "استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه" ومنها: "استغفر الله وأتوب إليه". ومنها سيد الاستغفار:

"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت

أبؤ لك بنعمتك عليَّ، وأبؤ بذنبي؛ فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت".

هذه هي الصيغ والألفاظ الواردة عن النبي
صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة وهناك صيغ أخرى

وألفاظ أخرى تؤدي نفس المعنى لا بأس بها ولكن الأولى اتباع المأثور عن النبي
صلى الله عليه وسلم.








الاستغفار مشروع في كل وقت، وهناك أوقات وأحوال مخصوصة يكون للاستغفار فيها مزيد فضل ومن هذه الأوقات:

1- بعد الفراغ من أداء العبادات:


ويستحب الاستغفار لما يقع فيها من خلل أو تقصير في أداء العبادة قال الله عز وجل: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ

النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. وهذه الآية الكريمة جاءت في الحديث القرآني عن الحج خاصة بعد

طواف الإفاضة؛ فهنا يأتي الاستغفار لما يكن قد حدث من خلل ،أو تقصير في أداء العبادة كما شرع الاستغفار

بعد الفراغ من الصلوات الخمس فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة المفروضة يستغفر

الله ثلاثاً لأن العبد عرضة لأن يقع منه نقص في صلاته بسبب غفلة أو سهو.



2- الاستغفار بالأسحار:


قد أثنى الله عز وجل على عباده الذين يستغفرونه في هذا الوقت المبارك بقوله عز وجل: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَار}

وقال عز وجل:{كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} وقد جاء في تفسير قوله عز وجل حكاية

عن يعقوب –عليه السلام-:{قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} أنه آخَّر الاستغفار إلى وقت السحر

والسبب فضيلة هذا الوقت أن الله عز وجل يستجيب فيه الدعاء ،ويعطي فيه السائل ويغفر للمستغفر.

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا

حين يبقي ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فاستجيب له؟ يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟"



3- في ختم المجالس:

وذلك عندما يقوم الإنسان من مجلسه خاصة إذا كان مع إخوانه ،أو في اجتماعه أو في عمله، لحديث عائشة

رضي الله عنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس إلا قال: "سبحانك اللهم ربي وبحمدك

لا إله إلا أنت أستغفرك ربي وأتوب إليك"، فقلت: يا رسول الله ما أكثر ما تقول هؤلاء الكلمات إذا قمت قال:

"لا يقولهن من أحد يقوم من مجلسه!إلا غفر له ما كان منه في ذلك المجلس".




4- الاستغفار للأموات:

كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت، وقف عليه فقال: "استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت

فإنه الآن يسأل" فما أحوج الميت في هذا الموقف العصيب إلى الاستغفار ، وطلب المغفرة من الله عز وجل له

ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر للأموات إذا زارهم ووقف على قبورهم.








1- الاستغفار استجابةً لأمر الله

أمر الله عز وجل عباده بالاستغفار وحثهم عليه ووعد على ذلك المغفرة والثواب العظيم والعطاء الجزيل

ومن أصدق من الله قيلاً؟ ومن الآيات والآثار الدالة على ذلك أمره عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم وهو

أشرف الخلق بالاستغفار قال الله عز وجل: {إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَار}

وقوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ}

وأمر الله عزّ وجلّ عباده بالاستغفار والتوبة والإنابة فقال عزّ وجلّ:{وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

وقال عزّ وجلّ:{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}




2- الاستغفار من أسباب الرزق وكثرة النسل

الاستغفار من أهم وأعظم أسباب الرزق - بفضل الله عزّ وجلّ- قال الله عزّ وجلّ حكاية عن نوح عليه السلام:

{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ

وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} وقال حكاية من نبيه هود عليه السلام: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ

عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}.




3- الاستغفار سبب لدخول الجنة

مصداق ذلك قوله في حديث أوس بن شدّاد: "سيد الاستغفار أن يقول العبد اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت

خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعد ما استطعت، أعوذك بك من شر ما صنعت، أبؤ لك بنعمتك علي وأبؤ بذنبي

فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها في النهار موقناً بها فمات من يومه قبل أن يمسي دخل الجنة

ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة".




4- الاستغفار سبب في مغفرة الذنوب ومحو الخطايا 

قال الله عز وجل: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ

وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في كتاب الله عز وجل آيتان ما أذنب عبد

ذنباً فقرأها واستغفر الله عز وجل إلا غفر الله تعالى له ثم ذكر الآية السابقة
، من الآيات الدالة على فضل الله عز وجل

وتكرمه بغفران الذنوب وتكفير السيئات قوله: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}

وعن أنس - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله يقول: "قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني، ورجوتني

غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي"

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله : "إذا أذنب العبد ذنباً فقال اللهم اغفر لي
، فيقول الله

عز وجل أذنب عبدي ذنباً، فعلم أن له رباً يأخذ بالذنب، ويغفر الذنب، عبدي اعمل ما شئت فقد غفرت لك".

وعن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله : "من قال حين يأوي إلى فراشه استغفر الله العظيم الذي

لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر- أو عدد رمل عالج

أو عدد أوراق الشجر، أو عدد أيام الدنيا" وفي رواية زيد: "غفرت ذنوبه وإن كان فارّاً من الزحف"
.



5- الاستغفار يدفع العقوبة والعذاب قبل وقوعهما

ومن ثمرات الاستغفار أن الله عز وجل جعله سبباً في رفع العذاب والعقوبة قبل وقوعهما مصداقاً لقول الله

عز وجل: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}

قال أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه- كان لنا أمانان من العذاب ذهب أحدهما وهو كون الرسول

فينا وبقي الاستغفار معنا فإن ذهب هلكنا.. فالاستغفار أمان من الله لعباده.



6- الاستغفار سبب لرفع الدرجات بعد الموت

الاستغفار كما ينفع الإنسان في الدنيا يكون أيضاً سبباً فى رفع درجته في الجنة عن أبي هريرة رضي الله عنه

قال: قال رسول الله : "إن الله ليرفع درجة العبد في الجنة فيقول يا رب أنى لي هذه؟ فيقول باستغفار ولدك لك"

ففي الحديث دليل على أن الولد الصالح ينفع الله به والديه في الدنيا والآخرة مصداقاً لقول النبي :

"إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع، أو ولد صالح يدعو له".



7- الاستغفار سبب تطهير القلوب

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله : "إن المؤمن إذا أذنب ذنباً كانت نكتة سوداء في قلبه

فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه منها؛ فإن زادت حتى تغلّف قلبه فذلك الران الذي ذكره الله عز وجل في كتابه

{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} فالاستغفار سبب في طهارة القلب ونظافته وصقله

وتطهيره من الذنوب والمعاصي والسواد والران.




8- الاستغفار سبب في التمتع الحسن والقوة والصحة

ومن آثار الاستغفار أن يبارك الله للعبد في صحته وعافيته ويزده قوة ونشاطاً وحيوية، وذلك مصداقاً لقوله

عز وجل على لسان نبيه هود عليه السلام : {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا

وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ} فقوله: {وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ} دليل على أن الاستغفار سبب في

زيادة القوة والعافية، وقوله عز وجل في موضع آخر: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ

مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ} فقوله: {يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا}

دليل على أن الاستغفار سبب في تمتع العبد في الدنيا ومن صور هذا التمتع الصحة والعافية والقوة.




9- الاستغفار سبب في تفريج الهموم والخروج من المضائق

الاستغفار من اعظم اسباب السعادة لم لزمه وهو سبب في تفريج الهموم و الخروج من كل ضيق

عن عبد اللَّه بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "من لزم الاستغفار

جعل الله له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب" .




10- الاستغفار سبب في رحمة الله للعبد

من اسباب رحمة الله و شمول العبد في رحمته و تنزَل الرحمات الالهية هو الاستغفار

قال الله عز وجل: {لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.
وقال الله عز وجل حكاية عن شعيب

- عليه السلام - قال: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ}
.





 

هنا بعض القصص الحقيقية عن الاستغفار حصلت لاصحابها و كيف عاشوا في جنة الاستغفار

و وجدوا ثمرته وشهدوا بأنفسهم عجائبه.. هناك قصص كثيرة منها ما رُوي و كُتب وكثير لانعلمها

نقلت لكم بعض القصص الحقيقة و الموثوقة من نفس الكتاب " التداوي بالاستغفار "

اتمنى أن تلقى في قلوبكم تأملاً و أثراً ..




 

حدثت هذه القصة في زمن الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله تعالى - كان الإمام أحمد بن حنبل يريد أن يقضي ليلته

في المسجد ولكن مُنع من المبيت في المسجد بواسطة حارس المسجد، حاول الإمام ولكن لا جدوى فقال له الإمام

سأنام موضع قدمي، وبالفعل نام الإمام أحمد بن حنبل مكان موضع قدميه، فقام حارس المسجد بإبعاده من مكان

المسجد وكان الإمام أحمد بن حنبل شيخاً وقوراً تبدو عليه ملامح الصلاح والتقوى، فرآه خباز فلما رآه بهذه الهيئة عرض

عليه المبيت وذهب الإمام أحمد بن حنبل مع الخباز، فأكرمه، وذهب الخباز لتحضير عجينه لعمل الخبر، سمع الإمام

أحمد بن حنبل الخباز يستغفر ويستغفر، ومضى وقت طويل، وهو في هذه الحال فتعجب الإمام أحمد بن حنبل فلما

أصبح سأل الإمام أحمد الخباز عن استغفاره في الليل، فأجابه الخباز: إنه طوال ما يصنع عجينته ويعجن فهو يستغفر.


فسأله الإمام أحمد: وهل وجدت لاستغفارك ثمرة؟ والإمام أحمد يسأل الخباز هذا السؤال، وهو يعلم ثمرات الاستغفار

ويعلم فضل الاستغفار، ويعلم فوائد الاستغفار.فقال الخباز: نعم، والله ما دعوت دعوة إلا أجيبت، إلا دعوة واحد.

فقال الإمام أحمد: وما هي؟ فقال الخباز: رؤية الإمام أحمد بن حنبل

فقال الإمام أحمد: أنا أحمد بن حنبل، والله إني جُررت إليك جرا!






 

يروي الداعية خالد السلطان عن الموقف الذي مر به مع احد المستغفرين .. يقول :

في ليلة من ليالي التشريق أيام الحج وبالقرب من البيت العتيق ألقيت كلمة عن الاستغفار، ومعناه وفضله وأثره

وكان كلامي فيه الدليل والمنطق والعقل فلما انتهيت من كلمتي القصيرة " وهي عادتي " طلب أحد الحاضرين

الحديث معي على انفراد فقبلت الحديث معه فبدأ بسرد قصته مع الاستغفار.


أبو يوسف: أنا تزوجت ولله الحمد ولكن زوجتي تأخرت بالإنجاب فقمت ببذل الأسباب ما سمعت عن طبيب إلا زرته

ثم سافرت بعد ذلك للخارج ألتمس العلاج والكل يؤكد بقوله: }ما بك إلا العافية أنت وزوجتك فرجعت الكويت

و كلي رجاء بالله { وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }.
قلت: أكمل يا أبا يوسف كلّي أذن صاغية.

أبو يوسف: في يوم من الأيام، وأنا أستمع لإذاعة القرآن الكريم سمعت من يقرأ الآية التي ذكرتها يا شيخ في كلمتك

من سورة نوح .. {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ

لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}
فشرح الشيخ الآية وبين أن الاستغفار طريق لجلب الأطفال؛ فعلقت الكلمات في بالي

فلما رجعت للمنزل قلت لزوجتي ما سمعت، وعزمنا أخذ العلاج "
الاستغفار" ليلاً ونهاراً سرا وعلانية، أتدري يا شيخ

ماذا حدث؟
زوجتي حملت بنفس الشهر الذي استغفرنا فيه، وجاء " يوسف " والحمد لله.

قلت: ما شاء الله، صدق الله وهو خير الصادقين {إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ } {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}

{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا}
. أبو يوسف: يا شيخ لم تنته قصتي بعد.قلت: ماذا بعد؟

أبو يوسف: لما انتهت زوجتي من النفاس قلت لها: استغفري يا أم يوسف للثاني؛ فاستغفرنا مثل الأول فحملت

بنفس الشهر، وجاء الثاني بحمد الله ولما انتهت من نفاسها الثاني قلت استغفري يا أم يوسف نريد ثالثاً؛ فاستغفرت

وجاء الثالث ولله الحمد فلما انتهت زوجتي من نفاسها قالت: يا أبا يوسف توقف عن الاستغفار " بنية الأولاد "حتى

يكبر الأولاد وبعدها نرجع نستغفر للرابع بإذن الله.
قلت : الله يبارك لك بما رزقك ويجعل ذريتك قرة عين خاصة أنك رأيت

آية من آيات الله فيك وفي زوجتك وفي ذريتك.
أبو يوسف: آمين؛ لكن يا شيخ ما انتهيت بعد من قصتي!

قلت: ما انتهت الأحداث بعد! أكمل يا أبا يوسف. أبو يوسف: بعدما كبر الأولاد قليلاً قلت لأم يوسف عندنا ثلاثة أولاد

نرجو من الله أن يرزقنا بنتاً جميلة، استغفري يا أم يوسف وأنت ترجين بنتاً.
قلت: الله يرزقك البنت كما رزقك الأولاد

أبو يوسف: أبشر يا شيخ أنا اليوم جئت الحج وزوجتي في النفاس مع بنتها الجديدة


 
 

ذهب أحد الإخوان إلى السوق لبيع سلعة كانت معه، كان السوق مزدحماً بالباعة والمشترين، جلس في المكان

المعدّ للبيع وعرض سلعته للبيع وجلس بجوارها مر وقت طويل والناس لايقبلون على سلعته يأتي الناس إليه ينظرون

إلى السلعة ثم ينصرفون، كان بحاجة شديدة إلى النقود، ولابد له من بيع هذه السلعة حتى تتوفر لديه، طال الوقت

ولا أحد يريد الشراء، شعر بالضيق وأخذ يفكر ماذا يفعل؟ وفجأة جاء في فكره حديث سمعه من إمام المسجد يقول:

قال رسول الله : "من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب"

أطلق العنان للسانه وقلبه ، وأخذ يلهج بالاستغفار يقول: والله ما إن بدأت بالاستغفار حتى أقبل الناس إليَّ هذا يريد

شراءها، والآخر يريدها لنفسه
، هذا يزيد في السعر والآخر يزيد عليه حتى طابت نفسي، وبعت سلعتي والحمد لله

وأخذت النقود ورجعت إلى بيتي وعيناي تفيض من الدمع لأنني فرطت كثيراَ في هذا الكنز الثمين "الاستغفار"




 
 

يروي قصته فيقول: في يوم من الأيام عدت إلى منزلي بعد يوم حافل بالتعب والإرهاق؛ فتحت الباب وإذا بالزوجة

تنتظرني وعليها علامات الغضب و الانفعال، وأخذت تبادرني بالأسئلة لم أتمالك نفسي بادرتها نفس الانفعال والغضب

كان الوقت متأخراً من الليل استمرت المناقشة والغضب إلى قبيل الفجر وأخيراً قررت الزوجة أن تترك البيت وتذهب لبيت

أبيها، حاولت أن أثنيها عن عزمها فلم أفلح، ذهبت إلى غرفتنا، وقامت بإعداد حقيبتها للخروج، تركتها، وخرجت من

البيت لا أدري إلى أين أذهب؟ كنت في شدة الانفعال والغضب.

كان بجوار بيتي مسجد وكان أذان الفجر قد أوشك، دخلت المسجد وتوضأت وصليت ركعتين، ثم أذن الفجر صليت الفجر

في جماعة ثم مكثت في المسجد وأخذت استغفر الله عز وجل استمر هذا الحال قرابة ساعة ثم قمت منصرفاً إلى بيتي

وفتحت الباب؛ وإذا بزوجتي تجلس تنتظرني وعلى وجهها ابتسامة عريضة ألقيت السلام، وقلت لها أما زلت مصممة

على الذهاب؟ قالت: لا أنا آسفة على ما صدر مني.. قلت في نفسي الأمر غريب؟ ما الذي حدث؟ ثم سألتها عن سر

هذا التحول قالت: والله لا أدري.. ولكني منذ ساعة هدأت نفسي وعرفت أني مخطأة وهداني الله، تذكرت أن ذلك الوقت

هو نفسه الذي جلست استغفر الله فيه، وتذكرت قول النبي : "من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً

ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب" صدق رسول الله {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}.


 
 

في زلزال باكستان المعروف والذي بلغ ضحاياه الألوف شاءت عناية الله عز وجل أن تنقذ هذا الرجل من موت محقق

كان في بيته عندما وقع الزلزال تناول طعامه ثم ذهب إلى مكان نومه لينال قسطاً من الراحة وبينما هو مستلقِِ على

فراشه حدث الزلزال المدمر أخذت الغرفة ترتج بقوة بل البيت كله بدأ السقف يتشقق من فوقه وهو ينظر إليه من شدة

هول المفاجأة لم يستطع أن يتحرك من مكانه، بدأت أركان الحجرة تتساقط أمام عينيه فما كان منه إلا أن أخذ في

الاستغفار يقول: استغفر الله .. استغفر الله .. بصورة مستمرة وبدأ السقف في السقوط كل هذه الأحداث مرت في

وقت قصير جداً لا يتعدى بضع دقائق وأراد الله عز وجل لهذا الرجل النجاة يقول عن نفسه: " وبالفعل سقط السقف

المتكون من طبقة خرسانية سميكة؛ لكن ولله الحمد تناثرت أجزاؤه في كل أنحاء الغرفة إلاّ الموضع الذي أنا فيه

فقمت وخرجت مسرعاً وحمدت الله عز وجل " .









في الختام اتمنى ان ينال الموضوع على إعجابكم


و ان شاء الله لنا لقاء آخر مع مواضيع أخرى
..

لكم مني أطيب و أزكى و أجمل التحايا









هناك تعليقان (2):

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. جزاك الله خير ، موضوع يفتح النفس صراحة ، الله يكثر من أمثالك :$.

    ردحذف

شارك بـ رأيك وأترك خلفك بصمة ..~