الثلاثاء، 14 مايو 2013

|| » كيف نبدد همومنا ؟! « .. الهموم وعلاجها في ضوء الكتاب والسنة ||


 


بسم الله الرح'ـمن الرح'ـيم

الح'ـمد لله رب العآإلمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد

وعلى آله وأصحآبه الكرآم أجمعين ومن تبعهم بإحسآن إلى يوم الدين ..

  مع كثرة الهموم وانتشار الغموم الاحزان و عدم التصبر لها و عدم معرفة علاجها

اصبح هذا السؤال يتردد في مسامعها كثيرا وهو .. ( كيف نبدد همومنا
؟!! )
 
لذا احببت طرح هذا الموضوع لعل الله يكتب به النفع و الفائدة

مصادر المعلومات في الموضوع اغلبها متفرقة من عدة كتب ومقالات

اما فقرة علاج الهموم فهو من كتب ( علاج الهموم ) للشيخ محمد المنجد


و اتمنى اني وُفقت في التكلم في اغلب جوانب هذا الموضوع ..

و اتمنى ان ينال اعجابكم ..




 


الدنيا دار ابتلاء وامتحان فالكل لا بد أن يبتلى ولست أكرم على الله تعالى من أنبيائه ورسله , الذين ابتلاهم الله تعالى

بأنواع الابتلاءات فمنهم من ابتلى بالمرض ومنهم من ابتلي بالفقر ومنهم من ابتلي بفقد عزيز ومنهم من ابتلي بالتكذيب

والطرد ومن البلاء الابتلاء بالهم والغم , ولقد كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الهم والحزن ,

عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ ؛أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ

وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ
. فإن من طبيعة الحياة الدنيا الهموم والغموم التي تصيب الإنسان فيها، فهي دار اللأواء والشدة والضنك،

قال صلى الله عليه وسلم -: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"رواه مسلم. ولهذا كان مما تميزت الجنة به عن الدنيا أنه ليس

فيها هم ولا غم " لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين" ، وأهلها لا تتكدر خواطرهم ولا بكلمة " لا يسمعون فيها لغواً

ولا تأثيماً , إلا قيلاً سلاماً سلاماً "
والمؤمنون في الجنة يحمدون الله تعالى على نعمة إذهاب الهم والحزن عنهم وطبيعة الحياة

الدنيا المعاناة والمقاساة التي يواجهها الإنسان في ظروفه المختلفة وأحواله المتنوعة، كما دل عليه قول الحق تعالى :

{لقد خلقنا الإنسان في كبد }. فهو حزين على ما مضى، مهموم بما يستقبل ، مغموم في الحال.




قال الإمام علي رضي الله عنه : أشد جنود الله عشرة: الجبال الرواسي والحديد يقطع الجبال، والنار تذيب الحديد، والماء

يطفئ النار، والسحاب المسخر بين السماء والأرض يحمل الماء، والريح يقطع السحاب، وابن آدم يغلب الريح يستتر بالثوب

أو الشيء ويمضي لحاجته؛ والسُّكْر يغلب ابن آدم، والنوم يغلب السكر، والهم يغلب النوم، فأشد جنود الله الهم


والقلوب تتفاوت في الهم والغمّ كثرة واستمراراً بحسب ما فيها من الإيمان أو الفسوق والعصيان فهي على قلبين : قلب

هو عرش الرحمن ، ففيه النور والحياة والفرح والسرور والبهجة وذخائر الخير، وقلب هو عرش الشيطان فهناك الضيق

والظلمة والموت والحزن والغم والهم . من فوائد ابن القيم.




 
 

والناس يتفاوتون في الهموم بتفاوت بواعثهم وأحوالهم وما يحمله كل واحد منهم من المسئوليات. 

النوع الأول : من الهموم هموم سامية ، ذات دلالات طيبة ، كهموم العالم في حلّ المعضلات التي يحتاج المسلمون فيها إلى

جواب وخصوصا إذا استعصت المسألة واستغلقت ، وكذلك همّ إمام المسلمين بمشكلات رعيته
وهمّ الداعية في نشر الدين

وحمل الرسالة والأخذ بيد المدعو إلى طريق الهداية، وهموم العابد في تصحيح عبادته في القصد والأداء،

وهم المسلم بما يصيب إخوانه في أقطار الأرض..
 

النوع الثاني : من الهموم ما يكون ناشئاً عن المعاصي ، كالهموم التي تصيب المذنب بعد ذنبه كما يحدث في هم

من أصاب دماً حراماً، أو هم الزانية بحملها . 


النوع الثالث : من الهموم ما يكون بسبب ظلم الآخرين كظلم الأقرباء كما قال الشاعر :

وظلم ذوى القربى أشد مضاضة ... على النفس من وقع الحسام المهند 

النوع الرابع : الهموم الحاصلة بسبب مصائب الدنيا ، كالأمراض المزمنة والخطيرة ، وعقوق الأبناء وتسلط الزوجة، واعوجاج الزوج. 

النوع الخامس : من الهموم ما يكون بسبب الخوف من المستقبل وما يخبئه الزمان كهموم الأب بذريته من بعده وخاصة إذا

كانوا ضعفاء وليس لديه ما يخلفه لهم .





 



تضيق الأمور بالإنسان، وتكاد تأخذ بخناقه ؛ مما يجعلُ الصدرَ منه ضيقاً حرجاً كأنما يصَّعَّد في السماء، فتتغير عليه الأرض

برحابها وتتبدل في عينيه ،
وتتقاذفه أمواج من الحيرة، فلا تسل حينها عن ضعفه ، وقلة حيلته، وهوانه حتى على نفسه

التي بين جنبيه . و
تتسرب الثقة من نفسه مرتحلة , لتجعله بعد ذلك خاوي الوفاض من كل أمر راشد.

كل ذلك يحدث في بواكير المحن والهموم التي تصيب الإنسان إلا من وفقه الله وتغلب عليها
.



لكـــن .. لو إنك تفكرت في الهموم والغموم وما يصيب الإنسان من كدر، لوجدت أنها: إما على أمر قد فات وانقضى،

وإما على أمر لا زال في علم الغيب لا يُدْرَى ماالله فاعل فيه، ولن تجني من ذلك إلا الحُزن والخوف، وسترى عندما ينكشف

الهم أنك قد بوأت نفسك منازل من لا خلاق له ولا عقل. فما قد مضى لا يعيد إليك الحُزن شيئًا من فائِتِه ولو أسبلتَ عليه

ماء الشؤون، وأَتْبَعتَ النفس حسراتٍ عليه، وما هو آتٍ من الهموم والأكدار لن تدفعه تلك الزفرات والأنات، وقد ثبت في عرف

الحكماء أن جُلَّ ما يتخوف منه الإنسان لا يقع، وإن وقع فالخطب منه لا خطر له.
فما يفعله الإنسان من حزن وخوف، لا يعدو أن

يكون عبثًا منافيًا للحكمة، لأنك قد أنزلت حزنك وخوفك في غير مواضعه حيث لاجدوى ووَضْعُ الشيء في غير مواضعه منافٍ

للحكمة كما أن الحكمة أنتضع الشيء موضعه اللائق وذلك من توفيق الله للعبد .
ولله در الشاعر عندما قال:

و وضع الندى في موضع السيفِ بالعُلَا
.. مُضِرٌّ،كوضع السيف في موضع الندى

 

وعندما تضرب الهموم والأحزان بأطنابها تقذف في الروع أن المصاب هو المصاب وأن ما أصابك لم يُصَبْ أحد بمثله

ولو تفكرت وأبصرتَ لرأيت أنه ما من إنسان إلا وله نصيبه من الهم والحزن وهو لا ريب لاحِقٌ به لا فرق في ذلك بين غني أو فقير

أو ملكٍ أو حقير؛لأنهم من أبناء الدنيا، وسنن الدنيا ماضيةٌ فيهم، ولازمة لهم، وآخذةٌ بحُجَزِهِم،ولن يكونوا عنها بمحيص

كما لم يكن لأسلافهم ذلك، وسنن الدنيا الأقذاء والأكدار ...

جُبِلَتْ على كَدَرٍ وأنتَ تُرِيدُهَا
.. صَفْوًا من الأَقْذَاء والأكدارِ؟! 

ومُكَلِّفُ الأيامِ ضِّد طِبَاعِهَا .. مُتَطَلِّبٌ في الماءِ جَذْوَةَ نَارِ!






السبب الاول : إما لذنب أصابك فأراد الله أن يبتليك بالهم والغم

لينقيك من
الذنوب والخطايا فإن كثيراً من النااس لا يستطيعون عذاب الله ولا يريد الله عز وجل أن يعذبهم في القبور فيأخذ

عذابهم في الدنيا بالهموم والغموم والأحزان وعلى ذلك ورد
حديث في مسند الإمام أحمد بسند صحيح أن الله عز وجل لما أنزل

على رسوله صلى الله
عليه وسلم قوله تعالى (( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يُجز به ولايجد له من دون

الله ولياً ولا نصيراً )) فلما سمع أبوبكر هذه الآية تماط رضي
الله عنه حتى سُمع أطيطاً لظهره ثم قال : يا رسول الله وهو يبكي

كيف العمل بعد هذه
الآية (( من يعمل سوءاً يُجز به )) وأُينا لم يعمل سوء فالتفت إليه صلى الله عليه وسلم قال : غفر الله لك

يا أبابكر ألست تهتم ، ألست تغتم ، ألست تمرض ، ألست يصيبك
الاوصاب . قال : بلى يا رسول الله . قال : فذلك مما تجزون به

على الخطايا . ثم قال
عليه الصلاة والسلام (( ما من مسلم يصيبه هم أو غم أو حزن أو مرض إلا كفر الله به من خطاياه حتى

الشوكة يشاكها
)). فهذا السبب الأول أن الله قد يبتليك بالهموم والغموم تصبح الصباح وأنت فاتر وعليك من الهم والغم والحزن

ما لا يعلمه إلا
الله فاعلم أن هذا يحت خطاياك كما تحت الشجرة ورقها في الشتاء فاحمد ربك على هذالأنه تركك

بلا غم ولا هم لكان النصب هناك إما في القبر وإما في جهنم
.

   

السبب الثاني : الإعراض عن الله عز وجل

فإن الله عز وجل جعل لمن أعرض عنه هماً وغماً
لازماً ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى

قال ربي
لما حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى )يسكن في القصر يركب

السيارة الفاخرة ، يأكل في أحسن المطاعم ولكن همه
معقوداً على جبينه لا يدري ما هو السر يعرض نفسه على الكتب يقرأ

يطالع ، يبحث ،
يستفسر ولكن حقاً ولزاماً من الحي القيوم أن من اعرض عنه أن يرميه سبحانه وتعالىبالهم والغم والحزن والضنك

والقلق ولا يهدأ حتى يعود إلى لا إله إلا الله وحتى يعود
إلى بيوت الله ، وحتى يعود لكتاب الله فلذلك الهم لازمٌ جدُ لازم

للمعرضين عن الله
عز وجل ولا علاج ولا دواء لهم إلا بالعودة .

   


السبب الثالث: قال أهل العلم رفعاً للدرجات عند الحي القيوم

لأن الله عزوجل وضع لكثير من المؤمنين أو للمؤمنين درجات في الجنة قد لا يبلغها العبد بصلاته ولا بصيامه ولا بذكره

ولا باستغفاره فيبلغه سبحانه وتعالى
إما بالمصايب وإما بالهموم والغموم فيبتليه بالهموم والغموم فيزيد من درجاته حتى يرتفع

من تلك المنزلة
فاعلم أن كل ما قدر الله أو كل ما وصلك أنه بقضاء الله وقدره فالرسول عليه الصلاة والسلام يلتفت إلى الأمة

يقول (( من نفس
عن مؤمن كربة )) وكيف يكترب المؤمن ؟ نعم يُكترب المؤمن وكرب الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام

وأفضلهم وخيرهم محمد عليه الصلاة والسلام أصابته الكُرب يقول
الصحابة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصابته كربة

أكثر أن يمس لحيته ،
وأكثر أن يطالع في السماء ، وأكثر الإستغفار وصادفت الكربة يونس بن متى عليه السلام في ظلمات ثلاث :

ظلمة الليل ، وظلمة البحر ، وظلمة الحوت ، فانقطعت الأسباب
والوسائل إلا من الحي القيوم وانقطعت كل وشائج القربة من

الناس إلا من الواحد الأحد
قلبه إلى محي القلوب فقال :لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

فاستجاب الله له فكشف غمه
.




 


أولاً :التسلّح بالإيمان المقرون بالعمل الصالح

قال الله تعالى:(من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينّه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)

وسبب ذلك واضح، فإن المؤمنين بالله الإيمان الصحيح، المثمر للعمل الصالح المصلح للقلوب والأخلاق والدنيا والآخرة، معهم

أصول وأسس يتعاملون بها مع كلّ ما يرد عليهم من أنواع المسرات والأحزان. فيتلقون النّعم والمسارّ بقبول لها، وشكر عليها

ويستعملونها فيما ينفع، فإذا فعلوا ذلك أحسوا ببهجتها وطمعوا في بقائها وبركتها ورجاء ثواب شكرها وغير ذلك من الأمور

العظيمة التي تفوق بخيراتها وبركاتها تلك المسرات
ويتلقون المكاره والمضار والهم والغم بالمقاومة لِما يمكنهم مقاومته وتخفيف

ما يمكنهم تخفيفه ، والصبر الجميل لما ليس لهم عنه بد ، فيحصّلون منافع كثيرة من جراء حصول المكاره، ومن ذلك:المقاومات

النافعة ،والتجارب المفيدة ، وقوة النفس ،وأيضا الصبر واحتساب الأجر والثواب وغير ذلك من الفوائد العظيمة التي تضمحل معها

المكاره، وتحل محلها المسار والآمال الطيبة، والطمع في فضل الله وثوابه، كما عبّر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا المعنى

في الحديث الصحيح بقوله
: "عَجَباً لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ

وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ " رواه مسلم
.



ثانياً :النظر فيما يحصل للمسلم من تكفير الذنوب وتمحيص القلب ورفع الدرجة ، إذا أصابته غموم الدنيا وهمومها

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ

يُشَاكُهَا إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ " رواه البخاري.
وفي رواية مسلم : "مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلا نَصَبٍ وَلا سَقَمٍ وَلا حَزَنٍ

حَتَّى الْهَمِّ يُهَمُّهُ إِلا كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ" صحيح مسلم.
فليعلم المهموم أن ما يصيبه من الأذى النفسي نتيجة للهمّ لا يذهب

سدى بل هو مفيد في تكثير حسناته وتكفير سيئاته، وأن يعلم المسلم أنه لولا المصائب لوردنا يوم القيامة مفاليس كما ذكر

بعض السلف ولذلك كان أحدهم يفرح بالبلاء كما يفرح أحدنا بالرخاء قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" إن الله إذا أراد بعبد خيراً

عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبد شراً أمسك عنه حتى يوافى يوم القيامة بذنبه "رواه الترمذي وهو في صحيح
الجامع



ثالثاً :معرفة حقيقة الدنيا

فإذا علم المؤمن أن الدنيا فانية، ومتاعها قليل، وما فيها من لذة فهي مكدّرة ولا تصفو لأحد. إن أضحكت قليلاً أبكت طويلاً

وإن أعطت يسيراً منعت كثيراً، والمؤمن فيها محبوس كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ

الْكَافِرِ" رواه مسلم إن هذا المعنى الذي يدركه المؤمن لحقيقة الدنيا يهوّن عليه كثيراً من وقع المصاب وألم الغمّ ونكد الهمّ

لأنه يعلم أنه أمر لا بدّ منه فهو من طبيعة هذه الحياة الدنيا .



رابعاً :ابتغاء الأسوة بالرسل والصالحين واتخاذهم مثلاً وقدوة

وهم أشد الناس بلاءً في الدنيا ، والمرء يبتلى على قدر دينه ، والله إذا أحب عبداً ابتلاه وقد سأل سعد رضي الله عنه النبي

صلى الله عليه وسلم فقَالَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً قَالَ:
"الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ

فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْباً اشْتَدَّ بَلاؤُهُ وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَمَا يَبْرَحُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى

الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ" رواه الترمذي وقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، السنن وهو في صحيح سنن الترمذي للألباني .



خامساً :أن يجعل العبد الآخرة همه

لكي يجمع الله له شمله لما رواه أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَنْ كَانَتِ الآخِرَةُ هَمَّهُ

جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ

شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلا مَا قُدِّرَ لَهُ) رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع
. قال ابن القيم رحمه الله: إذا أصبح

العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده تحمّل الله عنه سبحانه حوائجه كلها، وحمل عنه كلّ ما أهمّه، وفرّغ قلبه لمحبته

ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته، وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمّله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكَلَه إلى نفسه

فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق، ولسانه عن ذكره بذكرهم، وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم، فهو يكدح كدح

الوحوش في خدمة غيره.. فكلّ من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بُلِيَ بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته. قال تعالى

( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين)




سادساً : علاج مفيد ومدهش وهو ذكر الموت

لقوله صلى الله عليه وسلم : "أكثروا ذكر هادم اللذات : الموت فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه عليه

ولا ذكره في سعة إلا ضيَّقها عليه" رواه البزار عن أنس وحسنه الألباني كما في صحيح الجامع وصححه كذلك في إرواء الغليل



سابعاً :دعاء الله تعالى

وهذا نافع جداً ومنه ما هو وقاية ومنه ما هو علاج، فأما الوقاية فإن على المسلم أن يلجأ إلى الله تعالى ويدعوه متضرعاً إليه بأن

يعيذه من الهموم ويباعد بينه وبينها ، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم
؛ فقد أخبرنا خادمه أنس بن مالك رضي الله عنه

عن حاله معه بقوله: كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل فكنت أسمعه كثيراً يقول : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ

وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ) رواه البخاري فإذا وقع الهم وألمّ بالمرء، فباب الدعاء مفتوح غير

مغلق، والكريم عز وجل إن طُرق بابه وسُئل أعطى وأجاب.. يقول جلّ وعلا : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع

إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ).
ومن أعظم الأدعية في إذهاب الهمّ والغم والإتيان بعده بالفرج :

الدعاء العظيم المشهور الذي حثّ النبي صلى الله عليه وسلم كلّ من سمعه أن يتعلّمه ويحفظه :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مَا أَصَابَ أَحَداً قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي

بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ

أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ

وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجا قَالَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا نَتَعَلَّمُهَا فَقَالَ بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا

رواه الإمام أحمد في المسند وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة




ثامناً :الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

وهي من أعظم ما يفرج الله به الهموم : روى الطُّفَيْلُ بْنُ أُبَيِّ بْنُ كَعْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا

ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ قَالَ

أُبَيٌّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاتِي فَقَالَ مَا شِئْتَ قَالَ قُلْتُ الرُّبُعَ قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ

خَيْرٌ لَكَ قُلْتُ النِّصْفَ قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلاتِي

كُلَّهَا قَالَ إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ " رواه الترمذي وقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ في السنن وحسنه الألباني في المشكاة




تاسعاً : التوكل على الله عز وجل وتفويض الأمر إليه

" فمن علم أن الله على كل شيء قدير، وأنه المتفرد بالاختيار والتدبير. وأن تدبيره لعبده خير من تدبير العبد لنفسه وأنه أعلم

بمصلحة العبد من العبد وأقدر على جلبها وتحصيلها منه وأنصح للعبد لنفسه وأرحم به منه بنفسه، وأبرّ به منه بنفسه. وعلم مع

ذلك أنه لا يستطيع أن يتقدم بين يدي تدبيره خطوة واحدة ولا يتأخر عن تدبيره له خطوة واحدة، فلا متقدم له بين يدي قضائه

وقدره ولا متأخفألقى نفسه بين يديه وسلم الأمر كله إليه وانطرح بين يديه انطراح عبد مملوك ضعيف بين يدي ملك عزيز قاهر

له التصرف في عبده بما شاء وليس للعبد التصرف فيه بوجه من الوجوه فاستراح حينئذ من الهموم والغموم والأنكاد والحسرات

وحمل كل حوائجه ومصالحه من لا يبالي بحملها ولا يثقله ولا يكترث بها. فتولاها دونه وأراه لطفه وبره ورحمته وإحسانه فيها

من غير تعب من العبد ولا نصب ولا اهتمام منه لأنه قد صرف اهتمامه كله إليه وجعله وحده همه. فصرف عنه اهتمامه بحوائجه

ومصالح دنياه ، وفرغ قلبه منها ، فما أطيب عيشه وما أنعم قلبه وأعظم سروره وفرحه.
وأما من أبى إلا تدبيره لنفسه واختياره

لها واهتمامه بحظه دون حق ربه، خلاه وما اختاره وولاه ما تولى فحضره الهم والغم والحزن والنكد والخوف والتعب، وكسف البال

وسوء الحال ، فلا قلب يصفو، ولا عمل يزكو، ولا أمل يحصل ، ولا راحة يفوز بها ، ولا لذة يتهنى بها، بل قد حيل بينه وبين مسرته

وفرحه وقرة عينه . فهو يكدح في الدنيا كدح الوحش ولا يظفر منها بأمل ولا يتزود منها لمعاد ".
الفوائد لابن القيم

" فالمتوكل على الله قوي القلب لا تؤثر فيه الأوهام ، ولا تزعجه الحوادث لعلمه أن ذلك من ضعف النفس ومن الخور والخوف

الذي لا حقيقة له ، ويعلم مع ذلك أن الله قد تكفل لمن توكل عليه بالكفاية التامة، فيثق بالله ويطمئن لوعده ، فيزول همه وقلقه

ويتبدل عسره يسرا ، وترحه فرحا، وخوفه أمنا فنسأله تعالى العافية وأن يتفضل علينا بقوة القلب وثباته بالتوكل الكامل الذي

تكفل الله لأهله بكل خير، ودفع كل مكروه وضير "
الوسائل المفيدة للحياة السعيدة لابن سعدي.



عاشراً : ومما يدفع الهم والقلق الحرص على ما ينفع واجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر

وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل ، وعن الحزن على الوقت الماضي

ولهذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن، فالحزن على الأمور الماضية التي لا يمكن ردها ولا استدراكها والهم

الذي يحدث بسببه الخوف من المستقبل ، فيكون العبد ابن يومه ، يجمع جده واجتهاده في إصلاح يومه ووقته الحاضر ، فإن جمع

القلب على ذلك يوجب تكميل الأعمال، ويتسلى به العبد عن الهم والحزن والنبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا بدعاء أو أرشد

أمته إلى دعاء فهو يحث مع الاستعانة بالله والطمع في فضله على الجد والاجتهاد في التحقق لحصول ما يدعو لدفعه لأن الدعاء

مقارن للعمل ، فالعبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدنيا ، ويسأل ربه نجاح مقصده. ويستعينه على ذلك كما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
" الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى

مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلا تَعْجَزْ وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ

فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ " رواه مسلم
.



الحادي عشر : ومن أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينته الإكثار من ذكر الله

فإن لذلك تأثيراً عجيباً في انشراح الصدر وطمأنينته ، وزوال همه وغمه ، قال الله تعالى ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ).

وأعظم الأذكار لعلاج الهمّ العظيم الحاصل عند نزول الموت :لا إله إلا الله وذلك لما حدّث به طلحة عمر رضي الله عنه قال :

سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ " كَلِمَةٌ لا يَقُولُهَا عَبْدٌ عِنْدَ مَوْتِهِ إِلا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَتَهُ وَأَشْرَقَ لَوْنُهُ فَمَا مَنَعَنِي أَنْ أَسْأَلَهُ

عَنْهَا إِلا الْقُدْرَةُ عَلَيْهَا حَتَّى مَاتَ"فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ إِنِّي لأَعْلَمُهَا فَقَالَ لَهُ طَلْحَةُ وَمَا هِيَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ هَلْ

تَعْلَمُ كَلِمَةً هِيَ أَعْظَمَ مِنْ كَلِمَةٍ أَمَرَ بِهَا عَمَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ فَقَالَ طَلْحَةُ هِيَ وَاللَّهِ هِيَ .. رواه أحمد
.



الثاني عشر: اللجوء إلى الصلاة .

قال الله تعالى : ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) وعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى رواه أبو داود

كتاب الصلاة باب وقت قيام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل وحسنه في صحيح الجامع
.



الثالث عشر : التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة

فإن معرفتها والتحدث بها يدفع الهم والغم ، ويحث العبد على الشكر الذي هو أرفع المراتب وأعلاها حتى ولو كان العبد في حالة

فقر أو مرض أو غيرهما من أنواع البلايا . فإنه إذا قابل بين نعم الله عليه التي لا تحصى ولا تعدّ وبين ما أصابه من مكروه ، لم يكن

للمكروه إلى النعم نسبة ، بل المكروه والمصائب إذا ابتلى الله بها العبد ، وأدى فيها وظيفة الصبر والرضى والتسليم ، هانت

وطأتها ، وخفت مؤنتها ، وكان تأميل العبد لأجرها وثوابها والتعبد لله بالقيام بوظيفة الصبر والرضا ، يدع الأشياء المرة حلوة فتنسيه

حلاوة أجرها مرارة صبرها.
ومن أنفع الأشياء في هذا الموضع استعمال ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث

الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
" انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ

فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ " رواه الترمذي في سننه وقال : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ وهو في صحيح الجامع




الرابع عشر : الانشغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة

فإنها تلهي القلب عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه . وربما نسي بسبب ذلك الأسباب التي أوجبت له الهم والغم

ففرحتنفسه وازداد نشاطه وهذا السبب أيضا مشترك بين المؤمن وغيره . ولكن المؤمن يمتاز بإيمانه وإخلاصه واحتسابه في

اشتغاله بذلك العلم الذي يتعلمه أو يعلمه ، ويعمل الخير الذي يعمله ، إن كان عبادة فهو عبادة وإن كان شغله دنيوياً أو عادة

دنيوية أصحبها النية الصالحة ، وقصد الاستعانة بذلك على طاعة الله ، فلذلك أثره الفعال في دفع الهموم والغموم والأحزان

فكم من إنسان ابتلي بالقلق وملازمة الأكدار ، فحلت به الأمراض المتنوعة فصار دواءه الناجح : نسيانه السبب الذي كدره وأقلقه

واشتغاله بعمل من مهماته.



الخامس عشر : أن يعلم المهموم والمغموم أن بعد العسر يسراً ، وأن بعد الضيق فرجاً

فليحسن الظن بالله فإنه جاعل له فرجاً ومخرجاً .

وكلما استحكم الضيق وازدادت الكربة قرب الفرج والمخرج . وقد قال الله تعالى في سورة الشرح (فإن مع العسر يسراً إن مع

العسر يسراً) فذكر عسراً واحداً ويسرين فالعسر المقترن بأل في الآية الأولى هو العسر في الآية الثانية أما اليسر في الآية

الثانية فهو يسر آخر غير الذي في الآية الأولى.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته لابن عباس رضي الله عنهما

"النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً " رواه أحمد وصححه الألباني فيصحيح الجامع .





 

فى الختام اتمنى ان الموضوع نال أعجابكم ..~


و ان شاء الله لنا لقاء آخر مع مواضيع اخرى باذن الله..~

لكم مني أطيب التحاياآ , و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك بـ رأيك وأترك خلفك بصمة ..~